الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للمسلم أن يحفظ وقته، وأن يضن به إلا فيما ينفعه في دينه ودنياه، فإن الوقت رأس مال الإنسان، وهو مسؤول عنه أمام الله، كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه؟ وعن عمله فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه.
وقد عد بعض أهل العلم القصص التي لا حقيقة لها كذباً، ورخص فيها بعضهم اعتماداً على أن القارئ يعلم أنها قصص غير واقعية. جاء في تحفة المحتاج للهيتمي ما يلي: .... ويؤيده قول بعض أئمتنا في الحديث الصحيح: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. وفي رواية: فإنه كانت فيهم أعاجيب. هذا دال على حل سماع تلك الأعاجيب للفرجة لا للحجة. انتهى. ومنه يؤخذ حل سماع الأعاجيب والغرائب من كل ما لا يتيقن كذبه بقصد الفرجة بل وما يتيقن كذبه، لكن قصد به ضرب الأمثال والمواعظ وتعليم نحو الشجاعة على ألسنة آدميين أو حيوانات... انتهى محل الحاجة منه.
وعلى أية حال، فإن سبيل الورع هو تركها، فإن من ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، كما ورد ذلك في الحديث الصحيح، وكل ما ذكرناه إنما هو حول القصص الخيالية التي لا تدعو إلى الحرام ولا تشجع على الوقوع فيه، وإلا كانت حراماً بالاتفاق.
والله أعلم.