الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكلاباذي قال فيه الذهبي في تذكرة الحفاظ: الكلاباذي الحافظ الإمام أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري. وكلاباذ محلة من بخارى، سمع الهيثم بن كليب الشاشي، وعلي بن محتاج، وأبا جعفر محمد بن محمد البغدادي الجمال، وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن عنبر النسفيين، وعبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي، وخلقاً كثيراً. روى عنه جعفر بن محمد المستغفري وقال: هو أحفظ من كان بما وراء النهر في زمانه، مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة عن خمس وسبعين سنة، قال أبو عبد الله الحاكم: أبو نصر الكلاباذي الكاتب من الحفاظ، حسن الفهم والمعرفة، عارف بصحيح البخاري، كتب بما وراء النهر وبخراسان والعراق، ووجدت شيخنا الدارقطني قد رضي فهمه ومعرفته، وهو متقن ثبت لم يخلف بما وراء النهر مثله، ثم روى عنه الحاكم شيئاً، وحديثه قليل الوقوع لنا، وقد حدث عنه الدارقطني في كتاب المدبج، وله مصنف مشهور في معرفة من أخرج له البخاري في صحيحه. قال الخطيب: ثقة حافظ حدث ببغداد في حياة الدارقطني وكان يثني عليه... انتهى.
وأما كتابه بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار فهو كتاب جمع فيه كمية من الأحاديث تتعلق بالقلوب والرقاق وتكلم على معانيها، وكان يورد الحديث بسنده ثم يتبعه بالتعليق والشرح والبيان، ولم يلتزم الصحة في الأحاديث التي يوردها، بل أورد الصحيح والحسن والضعيف، ولم يتعقب الأحاديث التي أوردها بالكلام على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً، بل أوردها وسكت عنها.
والله أعلم.