الصبر وعدم الالتفات للتهم الباطلة

7-5-2007 | إسلام ويب

السؤال:
حاولت كثيرا أن أقنع أسرتي وأهلي بأهمية التمسك بالكتاب والسنة ، حيث إنهم في أغلب الأحيان يتبعون العادات والتقاليد التي لم يرد لها ذكر في الكتاب والسنة ، ولكني عندما أقول لهم ذلك يتهمونني بالضلال فماذا أفعل؟ لقد اعتنقت الإسلام وأحمد الله عزوجل على أن هداني إلى الطريق المستقيم ، فتيسر لي الالتزام بديني لأنال رضا ربي عزوجل ، وقد حاولت أن أترك زوجي لأنه لا يصلي ، لكنه الآن بدأ يصلي ، وإن لم يترك الذنوب الأخرى مثل القمار والغيبة ولا حتى الاستهزاء بي بقوله لي إنه لا فائدة من صلاتي إن لم أكن مطيعة له ، ولكن كيف لا أعصيه وهو لم يكن في يوم من الأيام مدافعا عني أو منفقا علي ؟ وهذا هو سر غضبي الشديد عليه . فماذا أفعل ؟ أنا في أمس الحاجة إلى إجابتكم.

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا نوصي الأخت السائلة بالصبر والاستمساك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاستقامة عليهما ، ولا تلتفت لاتهام أهلها لها بالضلال ، فقد اتهم المشركون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واتهم الرسل من قبله بمثل ذلك وأشد وقد قال الله تعالى لنبيه :" فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل" فاصبري على الاستقامة و استمري في دعوة أهلك بالحكمة والموعظة الحسنة لعل الله تعالى يهديهم بك واجعلي نصب عينيك قول الله تبارك وتعالى :" {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين}[فصلت : 33) 

وأما ما ذكر عن الزوج من أنه يقامر ويغتاب فالواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى فالقمار كبيرة من كبائر الذنوب والغيبة كذلك وأمرهما خطير ، ولتبذل الأخت السائلة جهدها في نصحه برفق وحكمة ولتستعن على ذلك بالكتب والأشرطة الإسلامية ، وكذلك بأهل الخير والصلاح من الأسرة أو الجيران والأقرباء . ولتكثر من الدعاء فإن الدعاء باب عظيم يغفل عنه كثير من الناس مع أن الله تعالى قال في كتابه:" ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  "(غافر :60) 

وأما قول الزوج لا فائدة من الصلاة ما لم تطع زوجها ، فلا شك أن طاعة الزوج في المعروف واجبة ولكن لا يصح أن يقال ما فائدة الصلاة لأن الصلاة عنوان الإيمان الصادق وعمود الدين وهي الفارق بين الكفر والإيمان والصادق والكاذب والإخلال بها أشد وأطم من الإخلال بطاعة الزوج.

وما ذكرته أيضا ًأنه لا ينفق عليها فهذا ذنب آخر أيضاً لأن نفقة الزوج على زوجته واجبة بالكتاب والسنة والإجماع فإذا لم ينفق الزوج على زوجته فللزوجة الحق في الأخذ من ماله بغير إذنه بقدر ما يكفيها وأولادها فإن لم تستطع فلها أن ترفع الأمر للقضاء الشرعي ليجبره على النفقة فإن لم تتمكن فلها فسخ النكاح .           

والله أعلم .

www.islamweb.net