الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في النزل أن لا تكون معدة للممارسات المحرمة، وإنما هي محل للراحة والضيافة ونحو ذلك، ويرتادها الصالحون والطالحون، ويمارس فيها النازل ما يريده من العبادة أو المعصية، فإذا كانت النزل المذكورة باقية على هذا الأصل، فلا نرى حرجاً في مراقبة أعمالها.
وأما إن كانت النزل مبنية خصيصاً للمعصية أو كان الغالب الأعم على روادها هو أنهم يرتادونها لارتكاب المعاصي، فإنه لا يجوز حينئذ العمل في مؤسسة تسدي لها أية خدمة، لأن في ذلك تعاوناً معها على ما تراد له من الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
والله أعلم.