الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا بأس أن تحتفظ بحقوق هذه المواد السمعية والمرئية، سواء احتفظت بها لنفسك أو للموقع، ولا بأس أيضا أن تكتب اسمك أو اسم موقعك أو عنوانه على تصاميم المواقع ووجهاتها، وذلك لأن الغاية من الاحتفاظ بهذه الحقوق هو منع النسخ للاستعمال التجاري دون الاستعمال الشخصي، والاحتفاظ بنسبة هذه المواد إليك للحيلولة دون انتحالها، وهذا أمر جائز لا حرج فيه، ولك ثواب على ذلك بقدر نيتك، وراجع الفتوى رقم: 9797.
لكن إذا لم تحتفظ بشيء من هذه الحقوق ووهبتها لجميع المسلمين، ينتفعون بها سواء للاستعمال التجاري أو الشخصي ولم تكتب اسمك عليها كان أعظم لأجرك وثوابك وأبعد عن الرياء والشهرة وأقرب إلى الإخلاص، روى أبو نعيم في الحلية عن الربيع بن سليمان يقول: دخلت على الشافعي وهو عليل فسأل عن أصحابنا وقال: يا بني! لوددت أن الخلق كلهم تعلموا - يريد كتبه - ولا ينسب إلي منه شيء.
وروى عن حرملة، قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أوجر عليه ولا يحمدوني.
وإنما تمنى الشافعي -رحمه الله - ذلك لأنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الشهرة، لكن لم يتحقق له ذلك لأنه لا بد في العلم من نسبة القول لقائله، حتى تحصل الثقة بالمنقول ويقبله الناس وتمكن مراجعة قائله إذا أخطأ، وهذا بخلاف هذه المواد السمعية والمرئية والتصاميم التي لا يضر الجهل بجامعها أو مصممها.
والله أعلم.