الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فثق بالله تعالى واعلم أنه أرحم بك من نفسك، فهو أرحم الراحمين، فاقرع بحوائجك بابه، وعلق رجاءك بجنابه، فما خاب من إلى ربه أناب، وما حُرِمَ من سأله وهو الكريم الوهاب، فلا تجعل لليأس إلى قلبك طريقاً.
أكثر من الدعاء أن يرزقك الله الزوجة المؤمنة الصادقة، والذرية الصالحة، ولا يكن ما تعرفه من نفسك مانعاً لك من الزواج، فكم من الناس كانوا يشعرون بشعورك، ثم بعد الزواج تغيرت أحوالهم، وتبدلت رغباتهم، وزال عنهم ما كانوا يرهبون ويخافون.
وإن كنت قد بحثت عن الدواء في أيدي الأطباء فلم تجده، فاعلم يقيناً أن دواءك بيد من قال عنه إبراهيم خليل الرحمن: [وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ] {الشعراء:80}، فعليك بالرقية الشرعية لعل الله أن يفرج عنك ما تجد.
فإن فعلت ذلك ولم تجد نتيجة فاعلم أن الدنيا بما فيها من متاع وشهوة ومال ومنصب لا تساوي عند ذي الجلال والإكرام جناح بعوضة، وأنها زائلة زائفة، وأنها إلى زوال وفناء، فكل ما فيها يفنى ويبلى، فارفع رأسك عالياً إلى جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وتذكر أن من العلماء والأولياء من عاشوا للعلم والدين، ولم يجدوا ما يحوجهم إلى الزواج من أمثال الإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما.
والله أعلم