الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع للإنسان من أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، كما في الحديث عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد ثم قال في آخره: ثم ليتخير من المسألة ما شاء. رواه مسلم. وقد صرح أهل العلم بأن الدعاء مستحب مطلقاً سواء كان مأثوراً أو غير مأثور، ومما يدل لمشروعية دعاء الإنسان بما يشاء ما في الحديث: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعليه. رواه أبو يعلى، وقال محققه حسين أسد: إسناده صحيح على شرط مسلم. وحسنه الألباني في المشكاة.
وعليه.. فلا بأس بالدعاء بهذه الأدعية التي ذكرتها، لأنها جميعاً داخلة في عموم الدعاء المأمور به، إلا أن ثمت أموراً يحسن الابتعاد عنها لما فيها من تحديد ما لم يرد به نص من السنة، ومن ذلك ما ذكرته من: كثرة تلاوة سورة الزلزلة- الكافرون- النصر- الصمد.
ومنه: اللهم بحق قولك: والله يرزق من يشاء بغير حساب، وبحق قولك: إن الله على كل شيء قدير، وقولك الحق: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {البقرة:117}، وقولك: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا {الشورى:11}، ارزقني زوجاً تقر به عيني وتقر بي عينه، اللهم إني استعففت فأغنني من فضلك بحق قولك: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:33}، وأما كثرة الاستغفار فهي من الأسباب النافعة لمثل ما تطلبينه، لقوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-11-12}، وقوله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود وابن ماجه.
والله أعلم.