الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام خطيبك ذا خلق ودين كما ذكرت فينبغي أن تحرصوا عليه وتيسروا عليه ما صعب، ولا تكلفوه ما لا يطيق؛ لأن ذلك ربما كان هو السبب في تراجعه؛ لأنه قد يكون التزم بعض ما لا يقدر عليه ثم تبين له ذلك فطلب تغييره، فإن كان كذلك ولا زال يرغب في الارتباط وما طلب تغييره وتخفيفه هو من الأمور المادية التي قد تثقل كاهله فننصحكم بتخفيفها عنه وموافقته إلى ما طلب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة. وفي رواية: أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة. رواه أحمد والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
فإن كان كذلك فننصحك أن تقنعي ولي أمرك بتقليل المهر، وأن لا يشق على الزوج، ولك توسيط من له كلمة عنده ليفعل ذلك ويبين له رغبتك في الخاطب إن لم تستطيعي مصارحته بذلك. وأما إن كان خطيبك قد غير رأيه ولم تعد له رغبة إليك فهو يطلب تغيير الشروط ليجد سبباً لرفض الوعد فرفضه وفكه أولى قبل العقد، وتأكيد الميثاق لأن فك الارتباط في هذه المرحلة إذا خيف عدم الوفاق أقل ضرراً وأسلم عاقبة. وللفائدة انظري الفتوى رقم: 69137.
والله أعلم.