الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها أو يضيعها، قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}، وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، وتارك الصلاة منكراً لوجوبها كافر بإجماع أهل العلم، وتاركها كسلا لا يكون كافراً بذلك عند الجمهور، كما في الفتوى رقم: 512.
وعليه، فالظاهر أن أخاك يترك الصلاة كسلا، وليس بجاحد لوجوبها، وبالتالي فليس بكافر عند الجمهور، فلا يحكم عليه بطلاق زوجته ولا تحرم عليه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 1061. فينصح بضرورة المحافظة على الصلاة في وقتها جماعة في المسجد، إضافة إلى الإقلاع عن الكذب، وتعذيب زوجته والإضرار بها، فهذا كله معصية وإثم. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 46051، والفتوى رقم: 56314.
وينبغي لك الاستعانة بمن له تأثير عليه كصديقه المستقيم أو إمام مسجد حيه، مع استغلال الأوقات المناسبة لتقبل الموعظة، كوفاة قريب ونحو ذلك، مع الاجتهاد في الدعاء له بالهداية خصوصاً في الأوقات التي يظن فيها استجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل أو أثناء السجود ونحوهما، فقد يهديه الله تعالى للرجوع إلى طريق الحق والصواب، فالقلوب بيد الله تعالى يصرفها كيف يشاء.
والله أعلم.