الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أولاً أن تتقي الله تعالى وتبر والديك وتحسن إليهما مهما فعلا معك، فحق الوالدين أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى، فقد قال سبحانه وتعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:24}.
وأي فعل يؤدي إلى عقوقهما وشتمهما فإنه جريمة من الجرائم وكبيرة من الكبائر لقوله صلى الله عليه وسلم: من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله: وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه. متفق عليه.
وأما عن السرقة منهما فإنها كالسرقة من غيرهما، فلا يجوز لك أن تأخذ شيئاً من مالهما إلا بعلمهما ورضاهما، ولذلك فإن عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى وتبر والديك وتحسن إليهما، وأن تتلطف معهما وتتواضع لهما حتى يرضيا عنك فإنك إن مت وأنت عاق لهما قد لا تفلح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه، قيل من يا رسول الله قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة. رواه مسلم وغيره. ولن تعدم وسيلة ترضيهما بها، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 39952، 8610، 48496، 95482.
والله أعلم.