الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم العمل مع أصحاب المعاصي، وأنه لا يجوز للمسلم العمل معهم فيما يخالف الشرع، أما إذا كان العمل الذي يقوم به العامل مباحا ومعصيتهم منفصلة عن هذا العمل، فإنه لا مانع شرعا أن يعمل معهم ويتجنب معاصيهم ومؤانستهم ..
وانظر الفتوى: 35817.
ولذلك فإن عليك إذا لم تخش يقينا أو ظنا غالبا أن ينالك ضرر يصعب تحمله من هذا الرجل فإن عليك أن تنصحه بتقوى الله تعالى، وتحذره من عواقب المعصية، فإذا لم يستجب لك ووجدت عملا مع غيره من الأمناء الأتقياء فلا شك أن ذلك أفضل لك فقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
فإذا أديت ما عليك من نصيحته، وبذلت في ذلك ما تستطيع ولم يستجب لك فإنه لا تضرك بعد ذلك معصيته.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:105}
وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتويين:51777، 1964، وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.