الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنية عند إرادة الصلاة أو الوضوء لا تحتاج إلى كبير جهد فيكفيك عند تكبيرة الإحرام أو الشروع في الوضوء أن تستحضر في قلبك نية الصلاة أو الوضوء، ولا تتطلب أكثر من ذلك كالجلوس لأجل استحضارها ونحو ذلك.
وما تقوم به من نية مجزئ ووضوؤك وصلاتك صحيحان، ولا ينبغي أن تسترسل مع الوساوس فإنها ستجرك إلى حالة من العناء والمشقة، وعليك أن تعلم أن العمل لا يقوم به صاحبه إلا بنية فلا يتصور أن يتوضأ الشخص من غير قصد للوضوء، وكذلك لا يتصور أن يكبر تكبيرة الإحرام وهو لا يقصد الصلاة، إنما النية هنا لتعيين هذه الصلاة أهي ظهر أم عصر، وهذا تستحضره أنت كما ذكرت في السؤال، فاطرد عنك الوساوس وأعرض عنها جملة، فذلك هو علاجها.
وإذا كان المقصود بحساب عدد مرات الوضوء ضبط عدد غسلات كل عضو فهذا مطلوب حتى تتحقق أو يغلب على ظنك أنك غسلته ثلاثا إذا كان يشرع تثليثه، والتثليث مستحب وليس بواجب، فوضوؤك صحيح وإن لم تثلث، وراجع الفتوى رقم: 95179.
وللمزيد راجع الفتوى رقم: 94062، والفتوى رقم: 43991.
وأفضل علاج للوسوسة التى ذكرت هوعدم الالتفات إليها لأن الاسترسال فيها سبب لرسوخها وتمكنها، وراجع علاج الوسواس القهري في الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.