الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحا من هذه العلاقة الآثمة، وتقطعي كل اتصال بذلك الرجل، وقد بينا شروط التوبة الصادقة في الفتويين رقم: 1909، 5091.
ثم اعلمي أنه ينبغي لك تناسي ماكان، وطي تلك الصفحة بمآسيها، وابدئي علاقة جديدة مع ربك ومع الناس، واستتري بستر الله عليك، ولاتفضحي نفسك لخاطب ولا لغيره، كما قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم والبيهقي، وصححه السيوطي، وحسنه العراقي. وقال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يافلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري.
وهذه السوابق لا تؤثر إن صلح حالك وخلصت نيتك وصدقت توبتك، وليس فيها خيانة لزوج يتقدم إليك، فكل إنسان له أخطاء، ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وابن ماجه، والحاكم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، فطوبى لعبد اعترف بذنبه، ورجع إلى ربه نادماً متحسراً، يواصل الاستغفار والطاعة والعبادة وقراءة القرآن وذكر الله. فذلك شأن المؤمن المقصر حتى يرغم الشيطان ويرضي الملك الديان. روى ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. حسنه ابن حجر.
وبذلك تسترد الكرامة وتصلح الحال والمآل، فعضي عليه بالنواجذ، واعملي به تسعدي وتفلحي، ودعي الفتى وشأنه، سيجازيه ربه على عمله، ويسأله عنه، ومتابعتك له قد تفضح أمرك، وتشيع خبرك. فالزمي ما ذكرنا من الستر على نفسك والتوبة النصوح عما بدر منك: 60840، 1732، 296، 52733، 2523.
والله أعلم.