الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنية الصلاة لا تحتاج إلى كبير جهد بل يكفي المصلي استحضار نية الصلاة مع تعيينها ككونها ظهراً أو عصراً مثلاً، ولا تأخذ وقتاً طويلا لكي يتجهز لها الإنسان، فإذا نواها في محلها فلا يضره بعد ذلك إذا نسيها ولم يستحضرها في بقية صلاته لأن استصحابها طيلة الصلاة فيه عسر ومشقة، ولا يشترط في صحة الصلاة، كما في الفتوى رقم: 22021.
وكذلك لا تبطل صلاته إذا شعر بعدم الخشوع فيها فليس ذلك بمبرر لقطعها وليس الخشوع بشرط في صحتها، وإن كانت الصلاة بدونه ناقصة الأجر والثواب، كما في الفتوى رقم: 6598.
وإذا شك في حصول نية الخروج من الصلاة بعد أن كبر للإحرام فصلاته صحيحة لأن الأصل صحتها حتى يثبت ما يبطلها، ولا يجوز أن يقطع الصلاة بمجرد الوساوس والأوهام، وينبغي أن يُنصح الشخص المذكور بضرورة الإعراض عن الوساوس لأن أفضل علاج لها هو عدم الالتفات إليها فتتبعها يؤدي إلى ثبوتها وتمكنها، وعلاج الوسواس القهري تقدم تفصيله في الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.