الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها المسلمة أن الله تعالى منحك من فضله سمعاً وبصراً وعقلاً وقدرة، وأمرك بالاستقامة على شريعته، والاهتداء بتعاليم الوحي الشريف، والذي أعطاك هو القادر على سلب ما أعطى، قال الله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ {الأنعام:46}، والعاقل هو من يشكر الله على نعمه، ويخشى أشد الخشية من الوقوع في أي أمر يغضب الله تعالى، قال سبحانه وتعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات:40-41}، فكفي عما تفعلينه، وتوبي إلى الله تعالى، وأقلعي عن هذا الفعل الشنيع الذي تمارسينه، واعزمي عزيمة صادقة على أن تغلبي شهوتك، ولا تعودي لهذا الفعل بعد ذلك أبداً، واعلمي أن اللذات تنسى وتبقى الحسرات.
وما كان لأهلك أن يمنعوا من تقدم إليك إذا كان صاحب دين وخلق، بل على ولي المرأة أن يسعى في تزويجها، ويبحث لها عن الكفء الذي يحفظها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: يا علي: ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت لها كفؤاً. رواه الإمام أحمد والترمذي عن علي رضي الله عنه، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 74800.
وبما أن هذا الرجل قد ارتبط بغيرك فعليك أن تصرفي ذهنك عن التفكير فيه، وأكثري من دعاء الله تبارك وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وننصحك أختنا الكريمة بأن تفكري في الأمر تفكيراً متأنياً، ولا تجعلي العاطفة تعصف بحياتك، وتحيلها إلى حياة تعيسة بعيدة عن القيم والأخلاق والدين، وافترضي أن هذا الرجل قد مات فماذا كنت ستفعلين، هل ستظلين مشغولة البال به، فاتقي الله تعالى، واعلمي أن أمر النكاح بيد الله تعالى، وأن ما كتب لك ستنالينه، فلا حاجة إلى تعظيم القضية، وننصحك بقبول من تقدم لك إذا كان صاحب دين وخلق، وفقك الله لمرضاته، وصرف عنك السوء والفحشاء، وصانك من الذئاب البشرية.
والله أعلم.