الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعمل إن كان مشروعاً، ودعا إليه الوالدان أو أحدهما ففعله واللحاق به من البر بهما، وأما إن كان غير مشروع فلا يجوز اللحاق به ولا العمل فيه ولو أمر الوالدان بذلك، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الطاعة في المعروف. وأنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) وقد بينا ضابط عمل المرأة والمشروع منه والممنوع، فنحيلك إليه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 522، 5181، 3859.
والذي ننصحك به أيتها الأخت الكريمة هو تقوى الله عز وجل، وعدم التماس رضى الناس بما يسخط الله ويغضبه، فقد ثبت في صحيح ابن حبان بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله سبحانه بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
فابحثي عن عمل مشروع يوفر لك ما تحتاجين إليه وما تساعدين به أبويك مما يجلب لك رضاهما، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن اتقى الله يسر أمره ورزقه من حيث لا يحتسب كما قال: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}، فاستمري بالبحث عن العمل المناسب المشروع، وأكثري من الدعاء، واطلبي من والديك الدعاء لك بتيسير الأمر فدعوتهما مستجابة. وللفائدة انظري في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23057، 59769، 6630، 8360، 28006.
والله أعلم.