الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن العمل في مجال السياحة المذكورة تحفه كثير من المحظورات الشرعية كالإعانة على ممارسة الفواحش وشرب الخمور وارتياد أماكن الفجور ونحو ذلك مما يجعل هذا العمل محرما لعموم قوله تعالى:" ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" .
وعليه فيجب عليك ترك هذا العمل ، اللهم إلا في حالة نادرة فيجب عليك البقاء فيه ، وهي إذا خشيت على نفسك أو من تعول الهلاك بسبب فقد أسباب المعيشة ، فقد قال تعالى :" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ( البقرة : 195) وقال تعالى :" ولا تقتلوا أنفسكم " ( النساء: 29) وقال مسروق: من اضطر إلى أكل الميتة فلم يأكل حتى مات دخل النار، ولكن من المعلوم أن خشية الهلاك بالنسبة لحالتك هذه نادرة جداً وقد تكون مجرد توهم .
ولهذا يقول الشاطبي : " الصواب الوقوف مع أصل العزيمة ، إلا في المشقة المخلة الفادحة فإن الصبر أولى ، ما لم يؤد ذلك إلى دخل في عقل الإنسان أو دينه ، وحقيقة ذلك أن لا يقدر على الصبر ، لأنه لا يؤمر بالصبر إلا من يطيقه ، فأنت ترى بالاستقراء أن المشقة الفادحة لا يلحق بها توهمها ، بل حكمها أخف بناء على أن التوهم غير صادق في كثير من الأحوال" .
والحاصل أننا ننصحك بالجد في طلب عمل آخر وترك هذا العمل ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وأبشر بالفرج العاجل فإن الله تعالى يقول :" ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً .
والله أعلم .