الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر ابن كثير أن المفسرين قد اختلفوا في معنى قوله: فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ، وقوله: فلا يؤمنون إلا قليلاً فقال بعضهم: فقليل من يؤمن منهم، وقيل: فقليل إيمانهم بمعنى أنهم يؤمنون بما جاءهم به موسى من أمر المعاد والثواب والعقاب، ولكنه إيمان لا ينفعهم لأنه مغمور بما كفروا به من الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: إنما كانوا غير مؤمنين بشيء، وإنما قال: فقليلاً ما يؤمنون وهم بالجميع كافرون، كما تقول العرب: قلما رأيت مثل هذا قط، تريد ما رأيت مثل هذا قط، وقال الكسائي: تقول العرب: من زنى بأرض قلما تنبت، أي لا تنبت شيئاً، حكاه ابن جرير رحمه الله. انتهى.
وبهذا يعلم أن الآية لا تعتبر شهادة من الله لهم بالإيمان القليل، وأنها لا تفيد خروجهم من النار، ولا تعارض بينها ويبن الأحاديث.
والله أعلم.