الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فللإجابة على هذا السؤال نريد أن ننبه إلى الحقائق التالية:
1- أن الرحم في الإسلام عظيم شأنها، جليل خطرها، فالله جل في علاه يصل واصلها ويقطع قاطعها، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعلى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إقرؤا إن شئتم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ.
2- أنه لا يجوز للمرء أن يفعل فعلا يعلم أنه سيؤدي إلى الإضرار بنفسه.
3- أن صلة الرحم قد تحصل دون ملاقاة، كأن يخاطب المرء غيره بالتليفون ونحوها، وكالإهداء وغير ذلك، كما أن الملاقاة إذا كان وقتها قصيراً فقد لا يحصل معها ضرر.
فنستخلص من هذا أن أمك يجب عليها أن تصل أمها بما يناسب، فوصلها من البر بها وهو مؤكد تأكيدا شديدا، كما يجب عليهما أن تصل بقية أرحامها، ولكن هذه الصلة تكون بالشكل الذي لا يحصل معه ضرر.
والله أعلم.