الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت أنت وأخوك وصديقك والطبيب والفتاة أخطاء كبيرة، فأما الخطأ الذي تشتركون جميعاً فيه فهو المشاركة في إسقاط الجنين، ويزيد أخوك والفتاة خطأ ممارستهما للزنا والعياذ بالله، والحمد لله أن أخاك قد تاب من هذه الآثام وصار مستقيماً الآن.
وأما الأثر المترتب على جريمة الإسقاط هذه، فبما أنه قد حصل بعد نفخ الروح، كما هو وارد في السؤال، فإنه يلزم فيه غرة (عبد أو وليدة) فإن لم توجد لزم عشر دية أم الجنين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في إسقاط الجنين بغرة (عبد أو أمة) كما في البخاري، واختلف العلماء في وجوب صيام شهرين متتابعين، فمنهم من قال بالوجوب قياساً على قتل النفس، ومنهم من لم يقل بالوجوب مستدلاً بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكره.
والملزم بهذه الغرة والكفارة -على القول بوجوبها- هو الطبيب، لأنه المباشر للإسقاط، والقاعدة الفقهية تقول بأنه: إذا اجتمع المباشر والمتسبب أضيف الحكم إلى المباشر.
والله أعلم.