الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى على السائلة خطورة عقوق الوالدين ومغبتها السيئة في الدنيا والآخرة، ولا سيما الأم، فقد أكد الشارع برها ونبه على حقها، وعليه.. فإذا وافق ولي أمرك على هذا الأمر وكان لا يترتب على السفر إليه أي محظور بأن سافر معك ولي أمرك وتولى العقد عليك هناك أو سافر معك أحد محارمك ولم يسلمك للخطيب إلا بعد العقد وبتوكيل من ولي الأمر، وكان لا يترتب على تركك للعمل ضرر على أمك بأن كانت غنية عن عملك، فالظاهر -والله أعلم- أنه في هذه الحالة لا مانع من إقدامك على الزواج ولو ترتب عليه ترك العمل.
فإذا اختل شرط من هذه الشروط كأن لم يوافق الولي أو ترتب على السفر محظور، أو كان تركك للعمل الذي ترفضه أمك يضر بها لأن نفقتها منه، فعندئذ يحرم ترك العمل الذي لا ترضاه أمك، ويحرم الزواج المفضي إليه والذي قد يوجد عنه بديل، وتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10522، 4220، 5707، 9360، 6219، 5862.
والله أعلم.