الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يصلح ولدك، ويجنبه هذا التدخين الخبيث، ونسأله تعالى أن يجزيك خير الجزاء على حرصك على إبعاده عن ما يضره ديناً ودنيا، وأما معالجة هذا الداء فنرجو أن تتخذي الوسائل النافعة والأساليب الناجحة لإبعاده عنه تارة بالترغيب، وتارة بالترهيب، وتارة ببيان مضار التدخين، ومن ذلك ما بيناه في الفتوى رقم: 1671.
واحرصي على اختيار الأصحاب الذين يجالسهم، وادفعي به إلى حلقة تحفيظ القرآن أو درس علم عسى الله أن يجنبه هذا السوء، وأما تحليفه على المصحف بترك الدخان فأمر حسن ولا لوم عليك فيه، وإن كانت يمينه لا تنعقد لكونه صغيراً، ولا يأثم لو خالف ودخن قبل بلوغه، ولا كفارة عليه لو عصى ودخن بعد بلوغه على الصحيح من أقوال أهل العلم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 8539.
وننبهك إلى أن ولدك قد يكون بالغاً بعلامة أخرى من علامات البلوغ غير السن، وقد بيناها في الفتوى رقم: 10024، وفي هذه الحالة يمينه منعقدة يجب عليه أن يبر بها لأنه حلف على ترك معصية، ولكن لو أخبرك قبل أن يدخن -ونسأل الله أن لا يفعل- فإنه لا يحنث أي لا تلزمه كفارة اليمين وإن كان فاعلاً للمعصية.
والله أعلم.