الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يتغمد زوجتك بواسع رحمته وأن يتجاوز عنها، وقد أخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه ومالك واللفظ له من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تعدون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد ، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد. قوله: والمرأة تموت بجمع.. أي تموت بالولادة.
ومن مات له ولد فصبر واحتسب بنى الله له بيتاً في الجنة وسماه بيت الحمد، كما في مسند الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد.
وأما عدم صلاة زوجتك في آخر حياتها فخطأ فادح منها نسأل الله تعالى أن يغفر لها ويتجاوز عنها، والمطلوب منك أن تدعو لها وتتصدق عنها حسب قدرتك لأن هذا من الاعتراف بالجميل، فقد قال الله تعالى عن الزوجين: وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ {البقرة:237}، وفي صحيح البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد.
ولو كان عليها صوم فأطعمت عنها بدل كل يوم مسكيناً أو صمت عنها بإذن أهلها لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من مات وعليه صيام صام عنه وليه. وكذلك الحج والعمرة وقراءة القرآن وسؤال الله بعد القراءة أن يعطيها مثل ثواب ما قرأته، وأما الصلاة فلا تقضى عنها.
والله أعلم.