الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المشار إليه حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما، والاحتساب معناه -كما قال أهل العلم- هو الصبر ابتغاء مرضات الله، وامتثالاً لأمره، ورضاء بقدره، وطلب الأجر منه سبحانه وتعالى لا لغرض آخر.
ويكون بالصبر عند الصدمة الأولى، وبالرضى بقضاء الله تعالى وبقدره، وعدم التسخط والجزع، وبالاسترجاع عند المصيبة، كما قال الله تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة:155-156-157}، وبهذه الصفات يعرف العبد المحتسب، وكل شخص بإمكانه أن يعرف دافعه لأي عمل يقوم به؛ لأن الأعمال بالنيات، والنية محلها القلب الذي لا يعلم حقيقة ما فيه إلا الله تعالى أو صاحبه، فإذا كان مخلصاً لله فإن له من الأجر ما جاء في الحديث الشريف، وإن كان الباعث على الصبر غير ذلك فإنه لا يدخل فيما جاء في الحديث. وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 14321.
والله أعلم.