الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي لك يا أخي الكريم أن تسعى في هتك ستر زوجتك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، هذا إن صحت الظنون التي يروجها الشيطان ويذكيها ليغرس في نفسك شجرة الشك التي لا تقلع إلا بتدمير أسرتك، وتفريق شملها، فكيف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا... رواه البخاري ومسلم، وأنت بفعلك هذا تسعى لأن تتحسس وتتجسس وتعمل الظن.
فأرح بالك تماماً، وأحسن الظن بزوجتك، وانظر إلى حاضرها، ودعك من الماضي، واجتهد في تعميق الإيمان في قلبك وقلب زوجتك، وتنمية الخوف من الله تعالى، واحرص على إيجاد الثقة المتبادلة بينك وبين زوجتك، واحذر من تغذية الشعور بالريبة والشك، وتأمل معي قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم. رواه أبو داود وابن حبان عن معاوية رضي الله عنه.
فلا حاجة لك في أن تصل إلى الحقيقة التي قد عفا عليها الزمن، وربما توصلك الحقيقة التي مضت إلى ظلم من صلح حالها، واستقام شأنها، وعليه فإننا ننصحك بأن تعرض عن كل الأفكار التي تدفعك إلى تتبع المساوئ، وفقك الله وسددك، وأصلحك وأصلح لك زوجتك.
والله أعلم.