الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله لك سعيك، وتقبل منك، ونسأله سبحانه أن يثبتك على طاعته، ويرضيك بقضائه وقدره، ويصبرك على مصيبتك، ويثيبك عليها، ويمن عليك بالولد الصالح الطيب عاجلاً غير آجل.
أختي الفاضلة: نوصيك بمواصلة العمل الصالح والدعاء الصادق الخالص في أن يمن الله عليك بالولد، ونذكرك بأن بعد العسر يسراً، وبعد الكرب فرجاً، فالأحوال تتغير وتتبدل بإذن الله تعالى، فاصبري ولا تجزعي ولا تجعلي للوساوس سبيلاً إلى نفسك، فتقصري في طاعة الله، وتظني أنه يبغضك، فالمن بالنعم ليس دليلاً دائماً على حب الله للعبد، ولا منعها دليلاً على بغضه، كما قال الله تعالى: فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا... {الفجر:15-16}، أي ليس هذا صحيحاً، فقد ينعم الله على الكافر ابتلاء واستدراجاً، ويمنع المؤمن ابتلاء وتكفيراً لذنوبه ورفعة لدرجاته، فعدم حملك ليس دليلاً على عدم قبول أعمالك أو بغض الله لك، بل قد يكون ذلك لمصلحة يعلمها الله تعالى، كما قال الله تعالى: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وقال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، ولعل الله يمن عليك بالولد الصالح عن قريب، فلا تعجلي. وفقنا الله وإياك لطاعته ورضاه.
والله أعلم.