الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي نراه وننصحك به هو محاولة إقناع والدك وثنيه عن طلبه لأنه لا يجوز شرعاً، فالمرأة أجنبية على إخوته وأعمامه وأولاده بل هي أجنبية عنه أيضاً حتى تعقد عليها، كما لا يجوز لك أنت القبول بذلك إذا عقدت عليها لأنه من الدياثة وإقرار المنكر في الأهل أن تقبل بمصافحة زوجتك لمن هو اجنبي عنها ولا طاعة لوالدك في ذلك؛ إذ لا طاعة لمخلوق في سخط الخالق سبحانه، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الطاعة في المعروف. وأنه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وثبت في صحيح ابن حبان بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله سبحانه بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
فينبغي أن توسط من أهل الصلاح وطلبة العلم ممن لهم وجاهة عنده ليثنوه عن رأيه، ويبينوا له الصواب. فإن استجاب فبها ونعمت، وإلا فلا حرج عليك أن تعقد عليها دون إذنه ودون رضاه؛ لأن شرطه محرم سواء معها أو مع غيرها، ولأن ما ذكرت عنها من الصفات الحميدة يندر اجتماعه، فينبغي الحرص عليها والسعي أولاً في كسب رضى الوالد وأخذ موافقته، وإلا فلتعقد عليها ولو لم يرض لتعنته واشتراطه ما لا يجوز.
والله أعلم.