الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تضمن هذا السؤال عدة أسئلة: عن إمكان رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- يقظة وعن تبليغه في الرؤيا وعن أولياء الصوفية وكيفية التعامل معهم...
أما عن رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- يقظة بعد وفاته فلا تصح لأنها غير ممكنة، وسبق بيان ذلك بالأدلة وأقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 55529.
وأما رؤيته صلى الله عليه وسلم في النوم فهي ممكنة شرعاً وعقلا ودلت عليها نصوص الشرع والواقع، ولكن لا يثبت بها شرع جديد لأن الله تعالى أكمل الدين في حياته -صلى الله عليه وسلم- ولم يقبضه حتى أتم تبليغه فلم يترك خيراً يقرب إلى الله إلا دل عليه، ولا شراً يبعد عنه إلا حذر منه، وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 9991.
وأما أولياء الله فهم المتقون الذين قال الله تعالى في وصفهم: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {يونس:63}، والمتقون هم الممتثلون لأوامر الله في السر والعلانية، المجتنبون لنواهيه في السر والعلانية، كما قال صاحب المرشد:
وحاصل التقوى اجتناب وامتثال * في ظاهر وباطن بذا تنال.
فلا يمكن أن يوصف الزناة ومرتكبو الكبائر بالتقوى التي هو السمة الأولى لأولياء الله تعالى، وقد سبق بيان الضوابط التي تميز أولياء الله عن غيرهم في الفتوى: 25852.
وأما عن الصوفية المعاصرة فإنها لا تخلو من البدع والخرافات والضلالات، وبعضها مليء بالبدع الغليظة التي تؤدي بأصحابها إلى الكفر والعياذ بالله، وسبق بيان شيء من ذلك في الفتوى رقم: 8500، والفتوى رقم: 57271، فنرجو أن تطلع عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما، ولذلك ننصح السائل الكريم بتقوى الله تعالى والتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن أهل البدع والأهواء.
والله أعلم.