هواتف تحذير من التفريط في جنب الله

4-6-2007 | إسلام ويب

السؤال:
لدي سؤال يتعلق بحالة شخصية حدثت لي يوم الأمس قبل طرح الحالة أود أن أتكلم عن نفسي، أنا وبكل صراحة شاب أبلغ من العمر 20 عاماً أفوت الكثير من الصلوات ولست ملتزماً أبداً وأرتكب الكثير من المعاصي وأعتقد لا داعي لأن أتكلم عن نفسي فقد وصلت الفكرة لكم على ما أظن، الحكايه تبدأ أنني بدأت بالالتزام ببعض الصلوات منذ حوالي شهرين ولم أكن أفوت صلاة الجمعة على الأقل فأنا كنت أفوت الكثير من الصلوات لكني كنت ملتزماً بصلاة الجمعة وفي آخر أسبوعين لم أذهب لصلاة الجمعة بسبب السهر والتأخر في النوم فلم أكن أستيقظ في وقتها، بالأمس نمت متأخراً قليلاً ولكني لم أنم متعمداً بل كنت جالساً وغفوت واستيقظت قبيل إقامة صلاه الفجر بعدة دقائق ووجدت نفسي عطشاناً جداً فذهبت لشرب العصير المفضل لي فلم أجد إلا زجاجة واحدة وأنهيتها في دقيقة وكنت مازلت أحس بالعطش الشديد وكنت أريد الذهاب للسوبر ماركت لكي أشتري غيرهاولكن كان هناك شيء بداخلي يقول لي لا تذهب ابق مكانك، المهم خرجت من المنزل لأحس بإحساس غريب بعد أن خرجت من باب الصالة المؤدي إلى ساحه بيتنا وأحسست أن هناك أحدا معي يراقبني وسمعت بعدها بثوان شخصا يصرخ ويتوعد وما إلى ذلك ولكن الصوت بدأ وكأنه يخرج من فم شخص بجانبي تعرفت على الصوت فالصوت كان صوت شخص يقيم في حينا وهذا الشخص يشرب الخمور وما إلى ذلك خفت كثيراً وعندها ذهبت إلى باب الشارع وبكل صراحة كنت أفكر في الذهاب للصلاة قبل الذهاب للسوبر ماركت ولن أقول أني كنت جاداً 100% لكن تلك الفكرة راودتني، المهم فتحت باب الشارع فوجدت هذا الشخص قادماً من ناحية المسجد وهو يصرخ ويتوعد، فبكل صراحة لم أرد أن أحتك به فركبت سيارتي وأنهيت فكرة الذهاب للصلاة من عقلي وذهبت على الفور للسوبر ماركت كي لا يتحرش بي فقد بدا وكأنه قد شرب الكثير وفقد حاسيته بالكامل وأنا في الطريقتفقدت جوالي فوجدت مكالمة لم يرد عليها مع أني متأكد أنني قد رأيت جوالي عندما استيقظت ولم يكن هناك مكالمات لكن لم أهتم فهي ليست المرة الأولى التي يريني فيها الجوال معلومات خاطئة بشأن المكالمات التي لم يرد عليها، وكان الرقم من خارج قطر ولم أتعرف عليه اتصلت فرد علي شخص ما يقول أنه الشيخ الفلان الفلاني ولا أتذكر الاسم بالضبط لكن كان أحمد الدادات أو الديدات شيء من هذا القبيل فقلت له أهلاً وسهلاً، ماذا تريد آمر يا شيخ فقال لي كنا في حلقة صلاة استخارة أو شيء من هذا القبيل لم أفهم ما كان يريده بالضبط وقال لي لقد رأينا رقمك على طبق من نور فقلت له ماذا، فقال رأينا رقمك على طبق من نور فقلت له استغفر الله استغفر ربك وأقفلت الهاتف، ولكني لم أرتح من بعدها بمدة بسيطة رجعت للبيت ولم أرتح للجلوس في الغرفة فاتصلت بصديقي وخرجت معه وعدت بعدها بساعة فقد كانت الشمس قد أشرقت بعدها بساعة تقريباً حاولت النوم من جديد لكني كنت أحس بأحد بجنبي وكنت أسمع أصواتاً في رأسي حاولت النوم من جديد فغطيت عيني لبرهة، ورأيت في الحلم أني في ساحة منزلنا وكان هناك أحد بجانبي يكلمني ويقول أشياء لا أتذكرها، ولكنها كانت مخيفة فقد كنت أحس بالخوف وأحاول الاستيقاظ وعندما انتهى صرخ صرخة أفزعتني وجعلتني أستيقط وأنا أهتز وأنتفض في مكاني وحتى وأنا مستيقظ كنت أحس بصرخته في عقلي الباطن ولا أعرف ماذا أفعل وبعدها بدقيقة تقريباً من ذكر اسم الله والتعوذ بدأت أحس بأني عدت إلى حالتي الطبيعية بكل صراحة لا أعرف ماذا أفعل أحس بخوف شديد ولا أعرف ماذا علي أن أفعل الآن، عندما أعلمت أمي بالأمر (مع العلم بأني أخبرتها القصة لغاية رجوعي للمنزل ولم أخبرها بمنامي والحلم والقيام وأنا أنتفض في مكاني لأني أخبرتها بتلك القصة عندما عدت للمنزل وقبل أن أنام وأتعرض للحالة الثانية) المهم عندما قلت لها ذلك أخبرتني ربما أنه جني مسلم أراد لك أن تصلي الفجر ونصحتني بالصلاة وقالت لي على الأقل أنت كنت تصلي الجمعة، ولكن منذ أسبوعين نحاول إيقاظك وأنت لا تستيقظ وقالت لي اترك عنك هذه الأفعال وأقم صلاتك واهتم بدينك وحياتك ومن هذه النصائح، خلاصة الكلام أنا وبكل صراحة أحس بإحساس يجبرني بأن علي الالتزام وترك هذه الأفعال وأحس أن هذه رسالة من رب العالمين كي أهتدي وأترك المعاصي، أتمنى من سيادتكم أن تجيبوني بالتفسير الذي ترونه من خلال قصتي، أنا أومن بأن هذه رسالة لكي أهتدي وأقيم صلواتي وأترك المعاصيلكن لدي فضول في معرفه تفسيركم للحالة التي مررت بها بالأمس والتي جعلتني أخاف كثيراً وأحس بعدم الأمان، مع العلم بأني أصبحت أخاف البقاء وحيداً؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عليك أن تحمد الله تعالى وتشكره أن هداك للإيمان ووفقك للتوبة وأداء الصلوات فلتبشر ولتستقم على هذا الطريق، ولعل ما وقع لك إنذار وتحذير من التمادي في طريق الخطأ والتهاون بالصلاة وغيرها من الطاعات.

وأما الاتصال الذي جاءك من الخارج فلعله كان من ناصح لك مشفق على حالك ويريد لك الخير والاستقامة، ولا يمكننا أن نقطع فيه بشيء، وبإمكانك أن تستفسر عن أمره وعن ما رأيت أهل الاختصاص في تعبير الرؤيا لأن مركزنا مختص بالفتاوى الشرعية، هذا ونسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق لما يحبه ويرضاه.

وننصحك بتقوى الله تعالى والمحافظة على فرائضه والبعد عن نواهيه فهذا هوسبيل السعادة في الدارين، ومما يعينك على الاستقامة مجاهدة النفس على الطاعة، ومنعها من اتباع الهوى والشهوات، والإكثار من الدعاء لنفسك بالهداية، وصحبة الصالحين وملازمة مجالس الخير والبعد عن الفساد وأهله، وربما تجد صعوبة في بداية الأمر، لكنك إذا صبرت وجاهدت نفسك ستجد لذة الطاعة وحلاوة الإيمان وطمأنينة القلب، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}، ولتعلم أن الصلاة عماد الدين ولا حظ في الإسلام لمن تركها، ولذلك لا بد من المحافظة عليها، فبالمحافظة عليها تترك كل ما يتنافى معها مما لا يرضي الله -إن شاء الله- كما قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ...  {العنكبوت:45}، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الموضوع في الفتوى رقم: 1145 وعلى ما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

www.islamweb.net