الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الجامع الجديد ليس فيه مكان يسع النساء فالمشروع أن يجعل المسجد القديم مصلى للنساء لأن الواجب إبقاؤه مسجداً ما دام بالمسلمين حاجة إليه، ويلزم في هذه الحالة إيصال صوت الإمام في الجامع الجديد إلى هذا المسجد القديم عبر السماعات ومكبرات الصوت بحيث يمكن للنساء الاقتداء بالإمام، ولا يضر وجود نحو طريق نافذ بين البنائين على الراجح من أقوال أهل العلم وهو مذهب المالكية، وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 15440.
أما إذا كان الجامع الجديد فيه مكان يسع النساء فإنه يفعل به ما هو أكثر مصلحة للمسلمين من بيعه واستخدام قيمته في بناء مسجد جديد، أو جعله مدرسة لتحفيظ البنات أو غير ذلك.
ولا نحبذ تخصيص الجامع الجديد بصلاة الجمعة وتعطيل الصلوات فيه بقية الأسبوع، وإقامتها في المسجد القديم لما في ذلك من مخالفة السنة المتبعة التي عليها المسلمون من كون المسجد الجامع هو المسجد الذي تؤدي فيه الصلوات المفروضات مع صلاة الجمعة. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 38860، 95547، 96042.
والله أعلم.