الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السعي في نشر الخير أمر مهم جداً، ومن وعد شخصاً بالقيام بنشر الخير فإن الوفاء بهذا مستحب عند جماهير العلماء، ولا حرج على من عجز عنه أو حال حائل دون تنفيذه في الوقت المحدد، ولا يعتبر ذلك إخلالاً بالشرط مع أن الشرط المحرج في الإخلال هو ما كان فيه حق بين الطرفين، وبناء عليه فيمكن رد المطويات الباقية لهذا الشاب إن تأكدت من عدم إمكانية قبول الطالبات لها، وإن كانت المطويات مفيدة ولاحظت أنها ربما تقبل فيمكن أن توزيعها في الأيام القادمة أو توكلي بعض الأخوات على توزيعها، كما يمكن توزيعها في جهة أخرى إن لم يتيسر توزيعها في الكلية.
وأما الأمانة المذكورة في الآية فهي أمانة الدين كما قال القرطبي في تفسير الآية، وأما الأمانات المادية التي تودع للشخص وترسل معه لجهة ما فلا يأثم بضياعها إن لم يفرط أو يتعد، ثم إنا ننبهك على أن أمر الرؤيا لا يترتب عليها ما يسبب القلق والخوف، فالرؤيا يستأنس بها إذا كان فيها ما يسر، ولكنها لا تؤخذ منها الأوامر.
وأما جبريل فأعظم خصائصه أنه ينزل بوحي الله على الرسل. ومن المعلوم أن الوحي هو أعظم أسباب الرحمة، وأحياناً يأتي جبريل عليه السلام بالعقوبة وقد يشاركه غيره من الملائكة، فقد جاء مع بعض الملائكة فقاتلوا مع المسلمين في بدر وأحد وقريظة، وقد شارك في إهلاك قوم لوط.
ولكنه لا يمكن الجزم بأن المرئي في النوم هو جبريل لأن الملائكة يتشكلون ولا يعلم على سبيل الجزم أن المرئي ملك إلا بالوحي، فإذا كان إبراهيم ولوط وكثير من الصحابة خفي عليهم جبريل لما رأوه في اليقظة، فأحرى أن يبعد العلم بكون المرئي جبريل إذا رئي في النوم. وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 72630، 52091، 72838، 44575، 76347، 68710، 67492.
والله أعلم.