الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم، وصححه الألباني.
وفي الحديث الآخر: الرزق أشد طلبا للعبد من أجله. رواه القضاعي وحسنه الألباني.
وفي رواية للطبراني: لو فر أحدكم من رزقه لأدركه كما يدركه أجله.
وقال الشاعر:
لقد علمت وما الإسراف من خلقي * أن الذي هو زرقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعييني تطلبه * ولو قعدت أتاني ليس يعييني
ولكن هذا لا يمنع أن يحرص الإنسان على الجد في التكسب ويسعى في حصول ما هو أنفع له، ففي حديث مسلم: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز.
فالأحسن أن يصلي الأخ الاستخارة ويدرس أموره ويقارن بين مصالح السفر ومخاطره وبين البقاء في الوطن. نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.