الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صلة الرحم من فرائض الإسلام الأساسية التي يجب على المسلم أداؤها امتثالا لأمر الله وتقربا إليه سبحانه وتعالى.
ولا يمنعكم من أداء هذه الفريضة أن أقاربكم لا يقومون بواجبهم ولا يصلونكم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري
فأنتم الأعلون إن شاء الله بطاعة الله وامتثال أوامره وبالتمسك بأخلاق الإسلام الفاضلة وآدابه الرفيعة، وإن ازدراكم الآخرون لسبب تافه هو النظر إلى حطام الدنيا الزائلة فلا تلتفتوا إلى ذلك ولا تهتموا به، وإن فرط الناس في واجباتهم وتركوا أوامر ربهم فلا تكونوا مثلهم ولا تعاملوهم بالمثل، وستجدون نتيجة الصبر على طاعة الله عاجلا وآجلا إن شاء الله، فالله تعالى سيجعل بعد عسر يسرا.
وفي صحيح مسلم أن رجلا قال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، قال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
والمل والملة: الرماد الحار
وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من الفائدة في الفتويين: 4417، 28321.
والله أعلم.