الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن هناك فروقاً بين المني والمذي، ولا بد أن تهتمي بمعرفة الفروق بينهما لتميزي أحدهما عن الآخر، لأن لكل واحد منهما حكم يختلف عن الآخر، وقد بينا الفوارق بينهما في الفتوى رقم: 50236 فراجعيها.
وإذا تبين لك أنه مني فهو طاهر على الراجح من أقوال أهل العلم ولكنه موجب للغسل فلا تصح الصلاة قبل الغسل منه، ولكن لو استمر نزوله بحيث لا ينقطع زمناً يكفي للطهارة والصلاة فلا تتمكنين من الصلاة دون أن ينزل منك فإنه يكون سلس مني، وقد بينا حكم التعامل معه في هذه الحالة في الفتوى رقم: 41812.
وإذا تبين لك أنه مذي فهو نجس يجب غسل ما أصابه من الثوب أو البدن والوضوء قبل الصلاة لأنه ناقض للوضوء، ولكن لو استمر معك بحيث لا تتمكنين من الصلاة دون أن ينزل منك فإنك تتطهرين وتصلين ولا يضرك نزوله أثناء الصلاة، ولمزيد الفائدة عن هذا راجعي الفتوى رقم: 12356.
وأخيراً ننصحك بالتسليم لقدر الله تعالى والصبر عليه، ونذكرك بأن بعد العسر يسراً، وأن في الصبر على المكروه خيراً كثيراً، فقد روى البيهقي في القضاء والقدر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: اعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً.
والله أعلم.