الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان قربيك من ذوي الخلق والدين فلا ينبغي لك رفضه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن، ولما ذكرت من تعلقه بك، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه. ولا عبرة بدرجة قرابته، وما ورد من آثار تنصح بزواج الأباعد دون الأقارب، كلها لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما ثبت عنه أن الإنسان يتخير الأكفأ ديناً وخلقاً، وتراجع الفتوى رقم: 8019، عن موضوع الزواج من الأقارب.
وعلى أساس ذلك، فإن كان سبب رفضك لقريبك من هذا القبيل فينبغي أن تعدلي عن ذلك وتقبليه زوجا، وإلا فيجب عليكما أن تبتعدي عنه ويبتعد عنك إذ لا يجوز لكما شرعا إقامة علاقة صداقة أو أخوة ولو كانت العلاقة بريئة، وانظري في ذلك الفتويين رقم: 73383، 32922، وإذا أردت نصحه ووعظه فالأولى أن تسلطي عليه من محارمك من يتولى ذلك ويبين له حكم الحب في الإسلام وكيفية علاجه على ضوء ما ذكرناه في الفتويين رقم: 5707، 9360، ولا بأس بأن تدعي له في ظهر الغيب بأن يقنعه الله ويصرف قلبه عن التعلق بك، فدعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة؛ كما ورد بذلك الحديث.
والله أعلم