الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن استخدام القرآن للتنبيه على أمر مشروع يمكن أن يستدل بالآية عليه لا حرج فيه إن لم يكن فيه امتهان للقرآن، وهذا هو ما نظنه بالآيات التي توضع في البانر الرئيسي، فليس في الأمر -حسب الظاهر- امتهان لها؛ وإنما هي آية تظهر على الشاشة بقدر ما تقرأ، فلا فرق بين إظهارها على الشاشة لتقرأ وبين إمرارها على الآذان لتسمع، فالناس يستفيدون بقدر انتباههم واهتمامهم من نظر الآيات القرآنية كما يستفيدون من سماعها.
وأما من هو أهل للفتوى فينبغي أن يعلم أنه لم يحط بالعلم أحد، ومن كان عنده علم بمسألة جاز له أن يفتي فيها بما يعلم، ولا يلزم أن يكون متخصصاً في ذلك الفن، ولكن الأولى للمستفتي أن يتخير من هو أعلم بما يسأل عنه مع كونه ثقة ورعا، ويجوز العمل بفتواه إذا لم يرجح عنده ما يعارضها، فقد قال الله تعالى: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {النحل:43}، وقال صاحب المراقي:
وليس في فتواه مفت يتبع * إن لم يضف للدين والعلم الورع
وأما المشائخ الذين ذكر السائل فنحسبهم -ولا نزكي على الله أحداً- من خيرة علماء هذا العصر ومن أكثرهم اهتماماً بنشر العلم وحث الناس على الاستقامة على السنة والتمسك بالدين، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29014، 50204، 18328، 62133، 3071.
والله أعلم.