الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حجاب المرأة المأمور به شرعا هو أن يكون جميع بدنها مستوراً عن أعين الأجانب بما لا تشبه فيه بالرجال، ولا يحدد أعضاء البدن ولا يصفها، فإذا ما سترت المرأة جميع بدنها فلا حرج عليها في وضع العباءة على الكتف أو غيره. وليس هنالك نوع معين يلزم لبسه لذلك، بل كل ما اتصف بما ذكرنا فهو حجاب شرعي يجوز للمرأة لبسه، وراجعي الجواب رقم: 9859.
وبناء عليه.. فإذا كانت عباءة الكتف تتصف بما ذكرنا أو أضفت لها أنت ما يكمل فيها الستر فذلك هو المطلوب، ولا يكون حينئذ خلاف بينك وبين أهلك ما داموا راضين بها وأنت لا تريدين إلا الستر. وأما إن كانت عباءة الكتف غير ساترة ولا تتصف بما ذكرنا فلا يجوز الاكتفاء بها، ولو أمر بذلك الأهل، ولا عبرة بما يتعللون به حينئذ من الصغر لأن العبرة بالبلوغ، وذات الست عشرة سنة قد بلغت ووجب عليها ستر جميع بدنها عن الأجانب، فيجب عليك أن تلبسي غيرها أو تغطي ما بقي من جسدك عنها بشيء آخر، ولا اعتبار للعادة والعرف إن كانا يخالفان ذلك.
وأما شراؤك لعباءة الرأس دون علمهم فإن كان من مالك الخاص فلا حرج عليك في ذلك، وإن كان من مالهم فلا يجوز لك دون طيب أنفسهم بذلك. وينبغي أن تستعملي معهم الحكمة واللين في ذلك كله، وتبيني لهم الحق بأسلوب هين لين حتى تحببيه إليهم وتقنعيهم به، ولمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 40262.
والله أعلم.