الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد فرض الإسلام الصداق للمرأة وجعله حقاً واجباً على الرجل، قال الله تعالى: وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا {النساء:4}، وعلى ذلك فإن ما بقي لك من الصداق على زوجك يعتبر ديناً في ذمته وأمانة في عنقه يجب عليه أداؤه عندما يحل أجله ويستطيع قضاءه؛ إلا إذا تنازلت عنه أو عن شيء منه برضاك وطيب نفسك، فإذا كان زوجك قد حدد لك أجلاً معيناً لقضاء ما بقي عليه وحل هذا الأجل فإن عليه الوفاء بقضاء الدين وتقديمه على إرسال أبويه إلى العمرة إذا لم يستطع الجمع بينهما، لأن قضاء الدين واجب وإرسال والديه إلى العمرة مستحب -ولو كانا غنيين فهذا من الإحسان إليهما المأمور به شرعاً- والواجب مقدم على المستحب عند التعارض.
أما إذا كان حدد لك أجلاً ولم يحن بعد فليس من حقك مطالبته قبل حلول الأجل، والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو التفاهم والتسامح مع زوجك ومع أهله، فإن الزواج مبناه على المودة والتراحم والتسامح.. قال الله تعالى: وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {البقرة:237}، وللمزيد من الفائدة انظري هاتين الفتويين: 36048، 70002.
والله أعلم.