الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا جلس أناس في مجلس ذكر لله تعالى فلا ينبغي أن يخلطوا ذكر الله بالكلام الأجنبي المباح، وهذا عند غير الحاجة إليه، أما عندها فلا حرج فيه ويكون بقدر الحاجة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الطواف بالبيت وهو من الأعمال التي هي محل ذكر لله تعالى: الطواف بالبيت صلاة فأقلوا من الكلام.
قال الإمام النووي رحمه الله: يجوز الكلام في الطواف ولا يبطل به ولا يكره؛ لكن الأولى تركه؛ إلا أن يكون كلاماً في خير كأمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تعليم جاهل أو جواب فتوى ونحو ذلك.
وكونه لا ينبغي لأنه يصرف القلب عن الإقبال على الذكر، وهذا إذا كان كلاماً عادياً، أما إذا كان في المسجد وبرفع صوت أو خصومة ونحو ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقاً حلقاً إمامهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة. رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني.
وأما إذا كان طبيعياً وليس مختلطاً بالذكر أو لا يشوش على ذاكر أو مصل فمباح؛ لحديث جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، قال: وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم. أخرجه مسلم.
والله أعلم.