الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما فعلت هذه الشغالة من تركها للبيت مفتوحاً يعتبر تفريطاً وتضييعا للأمانة، وكذلك شغلها للهاتف واستعماله في المكالمات الخارجية تعديا وخاصة إذا كان مع الشباب الأجانب فكل ذلك لا يجوز، وكان الأولى والأفضل أن تسامحيها وتنصحيها وتعطيها حقها، وعليك الآن أن تبحثي عنها حتى تسلمي لها حقها، ومن حقك أن تخصمي منه ما يقابل قيمة مكالماتها الخارجية -إن كنت دفعت شيئاً مقابلها- أو كانت أتلفت شيئاً من ممتلكاتك بشرط أن يكون ذلك وقع منها بالعمد أو التفريط، والأولى في ذلك كله العفو والمسامحة، كما قال الله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}، وعلى المسلم أن يحذر من ظلم العامل وأكل حقه فقد شدد الإسلام في تحريم ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطي بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يوفه أجره. رواه البخاري.
فإذا بحثت عنها ولم تجديها فتصدقي عنها بحقها، فإذا جاءت يوماً من الأيام فأخبريها بذلك، فإذا لم ترض به فعليك أن تدفعي لها حقها ويكون لك الأجر، وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 65943، 59772، 15991.
والله أعلم.