الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإقدام على النذر مكروه لثبوت النهي عنه، ومن نذر طاعة لله تعالى وجب عليه الوفاء بها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه. رواه البخاري وغيره.
والوفاء بالنذر واجب على الفور إذا كانت صيغة النذر تقتضي ذلك، فإذا عجزت عن الجمع بين الوفاء بنذرك وقضاء ديونك سواء كانت أقساطاً أوغيرها فيتعين حينئذ تقديم قضاء ديون الآدميين، لأن حقوقهم مبنية على المشاحة؛ بخلاف حقوق الله تعالى فهي مبنية على المسامحة، وبالتالي فلك إنفاق جميع المال في قضاء الأقساط المترتبة عليك من تلك الشقة وتأخير الوفاء بالنذر إذا كنت لا تستطيع الجمع بين الوفاء به وقضاء الديون، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71030، 94928، 58467.
والله أعلم.