الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في أكل الذبيحة إذا بقيت الغلصمة أو الجوزة في جهة البدن وليس في جهة الرأس على الصحيح من أقوال أهل العلم، وهذه الذبيحة تسمى عند الفقهاء بـ المغلصمة، والمهم هو قطع الحلقوم الذي هو مجرى النفس، والمريء مجرى الطعام، والودجين. جاء في منار السبيل وهو من كتب الحنابلة: وسئل -أي شيخ الإسلام- عمن قطع الحلقوم والودجين لكن فوق الجوزة فقال: هذا فيه نزاع، والصحيح أنها تحل، وحكاه في الإقناع عن الشيخ تقي الدين، سواء فوق الغلصمة أو تحتها، وجزم به في شرح المنتهى.
وجاء في التاج والإكليل وهو من كتب المالكية: وينبغي أن تكون الغلصمة إلى الرأس، فإن لم تكن فلا بأس، ونقل البرزلي عن ابن عرفة أن الفتوى بتونس منذ مائة عام بجواز أكل المغلصمة، وبهذا كان يفتي أشياخنا.
وذهب بعض العلماء إلى عدم جواز أكلها وهذا هو المشهور من قول المالكية وهو قول الشافعية، والقول الأول أرجح لأن الذكاة بقطع ما ذكرنا وقد حصلت.
والله أعلم.