الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن استمرار اللقاءات والاتصالات بين الشاب والفتاة قبل عقد الزواج أمر محرم لا يجوز التمادي فيه، بل يجب قطعه والتوبة منه، وأما الاستخارة فهي مشروعة في الأمور المباحة، ويشرع تكرارها أكثر من مرة، بل إنه ورد في حديث متكلم فيه أنها تكرر سبع مرات، ويتعين على المسلم أن يرضى بما حصل بعدها من تيسر الأمر أو عدمه أو انصراف النفس عنه، فقد ذكر زروق أن من أمراض القلوب تسخط القدر بعد صلاة الاستخارة.
هذا وننصح هذين الشابين بالزواج إن كان كل منهما لا يزال يرغب في الآخر، ويرى أن صاحبه مقبول من ناحية الدين والخلق والشكل، ولا سيما وقد حصل الحب بينهما لما في الحديث: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وإذا لم يتيسر ذلك وعزف أحدهما عن الآخر فليعلم كل منهما أن العدول عن الخطبة جائز، وأن خزائن الله ملأى من الرجال والنساء، وعلى الرجل أن يعلن تركه لخطيبته حتى لا يعوق عن تقدم الخطاب الآخرين لها، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 61406، 75167، 30003.
والله أعلم.