الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يثبتك أيتها الأخت السائلة على الحق وأن يجزيك خيراً على حرصك على استقامة زوجك وتربية أولادك على النهج القويم، لكننا نقول: لا يجوز لك أن تتبعي طريق زوجك في الابتعاد عن الدين وترك الصلاة ونحو ذلك مما يتنافى مع الإسلام مهما كلف ذلك فإن طاعةالله فوق كل طاعة، وترك الصلاة كسلا من أشنع الذنوب وأكبر المعاصي إلا أن صاحبه لا يخرج من الملة عند جمهور العلماء، وعلى ذلك فداومي على نصح زوجك.
ولمزيد من التفصيل نقول: ما أوجبه الله سبحانه وتعالى مثل الصلاة والطهارة ومعرفة أحكامهما وغير ذلك من الفرائض مثل ستر سائر البدن باللباس الساتر الذي لا يصف ولا يشف بالنسبة للمرأة المسلمة لا يجوز التهاون فيه، ولا يترك لطاعة أحد كائناً من كان.
أما ما عدا الواجبات مثل زيادة الثقافة في الدين والتوسع في ذلك مما ليس واجباً وجوباً عينياً فيمكنك أن تأخذي نصيبك منه من غير أن تصطدمي بزوجك، ولتتجنبي الخوض معه فيما لا فائدة فيه، ومثل هذا الزوج ليس قدوة؛ بل عليك أن توجهيه لأداء الصلاة بلطف، فإن استجاب للنصح وتاب وصلى فبها ونعمت، وإلا فقد سبق أن أوضحنا في فتاوى سابقة حكم من ترك الصلاة تكاسلاً وبينا أن مذهب جمهور العلماء أنه لا يكفر كفراً مخرجاً من الملة، ومن أهل العلم من يقول بأنه يكفر كفراً مخرجاً من الملة فراجعي الفتوى رقم: 68656، والفتوى رقم: 78185.
وعلى مذهب الجمهور فإنه لا حرج في أن تبقي مع زوجك وتديمي النصح له لعل الله أن يهديه، كما أن عليك أن تستمري في تربية أولادك التربية الصالحة حسب اسطاعتك، ولو كان الزوج مقصراً في ذلك فإن ذلك لا يعفيك من تلك المسؤولية بل إنها تتضاعف عليك، فاستعيني بالله تعالى وأنت مأجورة على ذلك إن شاء الله، وبإمكانك أن تطلعي زوجك على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1145، 65785، 25790، 5143 . ومن خلال مطالعة هذه الفتاوى سيعلم خطورة ترك الصلاة والتخلف عن الجمعة من غير عذر معتبر شرعاً.
والله أعلم.