الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المعنى في الآيتين مختلف، لاختلاف الحكم فيهما، وإن اتفقت ألفاظهما، إذ معنى: (بلغن أجلهن) في الآية الأولى: قاربن انقضاء عدتهن، وشارفن منتهاها، كما يقال بلغ فلان البلد، إذا قاربه وشارفه، فهو من باب المجاز الذي يطلق اسم الكل فيه على الأكثر.
وأما في الآية الثانية، فمعنى البلوغ فيها: الوصول إلى الغاية، فهو مستعمل في معناه الحقيقي.. هذا وجه.
وهنالك وجه آخر، وهو أن الأجل اسم للزمان، فيحمل في الآية الأولى على آخر جزء منه يمكن إيقاع الرجعة فيه، بحيث إذا فات لا يبقى بعده مكنة إلى الرجعة، وفي الآية الثانية يحمل على نهاية الزمن كله، أي زمن العدة.
والله أعلم.