الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فقد أسندت إليك مهمة كبيرة وهي أمانة ثقيلة نسأل الله تعالى أن يمدك بعون من عنده لتؤديها على وجهها المطلوب منك شرعاً، واعلم أخي الفاضل أن للتوظيف أساساً مهماً لا بد من اعتباره وهو الكفاءة الذاتية للمتقدم، وعند تساوي الكفاءات تعمل القرعة للفصل بين المتساوين، ولا يقدم الفقير على الغني لمجرد أنه فقير وذاك غني؛ إلا إذا كانت جهة العمل التي أوكلت إليك ذلك قد جعلت ذلك في أسس توظيفها، فعليك أن تعمل حسب ما أمرت به، ولا يجوز أن تقبل الوساطة في توظيف غير متأهل أو تقديمه على غيره، لأن ذلك من الغش، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من غش فليس مني. رواه مسلم.
وإذا كان في تخليك عن هذه الوظيفة ضياع لها فلا تتخلى عنها بل اثبت فيها واسأل الله الثبات والإعانة، وكن صادقاً وصريحاً وثابتاً على المبدأ الشرعي الأخلاقي، والله تعالى سيعينك على ذلك وسيجعل لك القبول والهيبة عند الناس، وأما ما كان منك قبل هذا من الكذب وغيره من المعاصي فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل يصير التائب محبوباً عند الله قريباً منه، كما قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.