الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم أن يشاهد الأفلام الإباحية فذلك نوع من الزنا المحرم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... والعينان تزنيان وزناهما النظر... رواه البخاري ومسلم. وقد أمر الله عز وجل بغض البصر عن الحرام، فقال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، وقد تقدم ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 27224، والفتوى رقم: 26620 نرجو من السائل الكريم الاطلاع عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما.
وما دام هذا الشخص بالأوصاف المذكورة وعنده هذه النفس اللوامة فإننا ننصحه بتقوى الله تعالى وتدارك نفسه وترك مشاهدة التلفاز وإبعاده من بيته إذا لم يكن يستطيع السيطرة عليه والتحكم في نفسه حتى لا يجره إلى ما هو أكبر، فإن من القواعد المسلمة عند أهل العلم: أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح والسلامة لا يعدلها شيء.
فهذا من أهم الحلول التي نراها مناسبة، وقد سبق بيان وسائل تقوية الإيمان والاستقامة على الطاعة في الفتوى رقم: 1208، والفتوى رقم: 10800 بإمكاننك أن تطلع عليهما.
وأما حاله في الآخرة لو مات على هذه المعصية فإنه في مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وغفر له وإن شاء أخذه بذنبه وأدخله الجنة بعد ذلك، هذا إذا لم يتب قبل الوفاة، أما من تاب فإن الله تعالى يتوب عليه ويغفر له كما قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.
والله أعلم.