الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتعامل مع من أكثر ماله حرام مكروه ما لم تكن هناك حاجة فتزول الكراهة، وفي قول حرام، والذي نختاره هو القول الأول، والدليل عليه تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود وهم لا يجتنبون الربا والعقود المحرمة، قال السيوطي في الأشباه والنظائر: معاملة من أكثر ماله حرام إذا لم يعرف عينه لا يحرم في الأصح لكن يكره، وكذا الأخذ من عطايا السلطان إذا غلب الحرام في يده، كما قال في شرح المهذب: إن المشهور فيه الكراهة لا التحريم، خلافاً للغزالي. انتهى.
وقال الشيخ قليوبي رحمه الله في حاشيته: لا يحرم الأكل ولا المعاملة ولا أخذ الصدقة والهدية ممن أكثر ماله حرام إلا مما علم حرمته ولا يخفى الورع.
ومن ثم لا يحرم الأكل من المال الناتج عن معاملة من أكثر ماله حرام ولا تنميته ولا يمنع إجابة الدعاء أو يقسي القلب وإنما يحصل ذلك إذا كان في عين معاملة محرمة كأن تشتري منه شيئاً مسروقاً أو مغصوباً ونحو ذلك.
والله أعلم.