الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حرص الولد على إرضاء والده واجب، فقد فرض الله بر الأبوين ولو كانا كافرين أو كانا لا يؤديان حق الأولاد، وأما الحلف كذباً فتجب التوبة إلى الله تعالى منه، وإذا ثبت أن الوالد لا ينفق على ولده الذي تجب عليه نفقته وهو الصغير الفقير أو العاجز عن التكسب الفقير أيضاً، فإنه يسوغ للولد شرعاً أن يحتال حتى يأخذ حاجته من مال الوالد، كما يدل له حديث الصحيحين أن هنداً قالت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدى إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال عليه الصلاة والسلام: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف.
وبناء على هذا فإنه لا يلزم أن يرد له المال الذي أخذه منه، وعليه أن يكثر من الإحسان إلى الوالد ويخدمه ويسعى في استعطافه دائماً حتى يرضى عنه، ويستعين بالله تعالى ثم بوساطة من يمكنهم التأثير عليه، وراجع للاطلاع على البسط في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 64199، 96270، 25339، 21859، 71771، 56667، 31157، 67411.
والله أعلم.