الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السبيل لاتخاذ الزينة للزوج هو باتباع حكم الشرع، والحذر من التقليد الأعمى لأعداء الإسلام وأعداء المرأة الذين يتلاعبون بها وبعواطفها.. والحكم الشرعي إذا ثبت وجب على المسلم قبوله والعمل به كما قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا { الأحزاب:36}، هذا من حيث المبدأ، ثم إذا اختلفت فتاوى أهل العلم في حكم جزئية من فروع الدين فإن على العامي أن يأخذ برأي من يثق في علمه ودينه، ولا يجب عليه تقليد شخص بعينه -كما قال المحققون من أهل العلم- وإن كان الأورع أن يبتعد عن كل ما يشك فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه أحمد وغيره.
ولذلك فلا داعي للحيرة والقلق والتردد بين المذاهب والفتاوى.. فنحن في هذا الموقع قد بينا بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم.. معظم الأحكام المتعلقة بالزينة وما يخص المرأة منها وخاصة قص الشعر وإزالته وصبغه وعمليات التجميل وإزالة التشويه وتحسين المظهر... في عدة فتاوى كما أشرت فلا نطيل عليك بذكرها.
والفرق بين إزالة شعر الشارب أو اللحية بالنسبة للمرأة أو أي زائد يشوه الصورة والمنظر وبين النمص الذي جاء اللعن عليه إذا كان المقصود منه مجرد الحسن هو أن الأول زائد على الخلقة المعهودة ويشوه المنظر وبإزالته يكون التجمل والعودة إلى الخلقة الطبيعية بخلاف إزالة الثاني فإنه تغيير للخلقة الطبيعية ولهذا حرمه الإسلام، فالإسلام دين الفطرة والنظافة والحسن والتجمل... يلبي حاجات الإنسان ورغبته في الزينة ويرخص للمرأة أكثر تلبية لرغبتها، ولكنه يضبط ذلك حتى لا ينزلق المسلم في الغلو واتباع الهوى والشيطان فيغير خلق الله ويشوه نفسه.. ومن عناية الإسلام بالزينة أن الله تعالى أضافها لنفسه وأنكر على من حرمها على عباده، فقال تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {الأعراف:32}، وبذلك تعلمين أن هذا الدين لم يحرم شيئاً إلا لحكمة ولمصلحة العباد العاجلة أو الآجلة علم ذلك من علمه وجهله من جهله، وعلى المؤمن أن يقول سمعنا وأطعنا ولا يقول سمعنا وعصينا أو اعترضنا..
والله أعلم.